تمر هذه الأيام الذكرى السنوية الخامسة لتطبيق برنامج التيسير الكمي من قبل بنك انجلترا والذي أثر على اقتصاد المملكة المتحدة منذ أن تم تنفيذه.فعندما بدأ البنك المركزي في المملكة المتحدة في تغيير سياسته النقدية بعدما أصابت البلاد حالة من الركود، تحولت بريطانيا الآن لمثال قائم للنمو الاقتصادي في أوروبا، حيث تراجع معدل البطالة وارتفع مؤشر "فوتسي 100" قرب مستويات قياسية، كما سجل الناتج المحلي الإجمالي نموا فصليا متتاليا.وتستعرض السطور القليلة القادمة عددا من المؤشرات الاقتصادية الهامة التي تأثرت بذلك البرنامج.سعر الفائدةوالبداية مع سعر الفائدة حيث قال اقتصاديون لموقع "ماركت وتش" الذي نشر التقرير إن هذا الانتعاش الاقتصادي دفع سعر الفائدة للانخفاض حتي 0.5% ووصول برنامج التيسير الكمي إلى 375 مليون جنيه استرليني.وقال بنك إنجلترا إنه لن يرفع أسعار الفائدة حتى ربيع عام 2015، إلا أن بعض الاقتصاديين يتوقعون قيامه بذلك قريبا.الرسم البياني يوضح سعر الفائدة منذ عام 2000 : النمو الاقتصاديوعلى صعيد النمو الاقتصادي فقد شهدت المملكة المتحدة نموا مستمرا للناتج المحلي الإجمالي خلال الفصول الأربعة السابقة، ولا زالت توقعات الاقتصاديين تشير إلى تحقيق مزيد من النمو في السنوات المقبلة.وتوقع صندوق النقد الدولي ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.4% في هذا العام، بينما يتوقع بنك انجلترا أن ينمو إلى 3.4%.والرسم البياني التالي يوضح نمو الناتج المحلي الإجمالي بشكل فصلي منذ عام 2009: معدل البطالة منذ أن تم ربط سعر الفائدة بمعدل البطالة تحسن سوق العمل بشكل كبير وانخفض معدل البطالة بشكل أسرع بكثير عما كان متوقعا، وهو الآن قرب أدنى مستوياته في خمس سنوات.وبلغ معدل البطالة 7.2% وهو أعلى من مستهدف بنك انجلترا عند 7% ومن المتوقع أن ينخفض إلى المستهدف في وقت قريب.والرسم البياني التالي يوضح معدل البطالة منذ عام 2009 سوق الأسهمارتفع مؤشر "فوتسي 100" لأكثر من الضعف منذ بدء تطبيق برنامج التيسير الكمي في مارس /آذار 2009، مقتربا من أعلى مستوى حققه في ديسمبر/كانون الأول عام 1999 عند 6950.60 نقطة.وارتفع المؤشر 22% في عام 2009، وازداد بشكل سنوي حتى عام 2011 الذي تراجع فيه ثم عاد للارتفاع مرة أخرى. التضخمتأرجح التضخم بين الارتفاع تارة وبين الانخفاض تارة أخرى وذلك منذ إطلاق برنامج التيسير الكمي.حيث انخفض في سبتمبر/أيلول 2009 إلى 1.1% وارتفع بعد عامين إلى 5.2% وهو الآن أقل بقليل من 2%. أسعار المنازللا زال أمام أسعار المنازل الوقت للوصول لذروتها التي حققتها في عام 2007، وذلك رغم انتعاشها في عام 2013 .وقالت "هوم تراك" في وقت سابق هذا الأسبوع إن أسعار المنازل ارتفعت في فبراير/شباط في أكثر من نصف المملكة المتحدة وذلك للمرة الأولى منذ نحو عشرة أعوام. انخفاض تكاليف الاقتراضقبل قيام بنك بريطانيا بتفعيل برنامج التيسير الكمي كانت عائدات السندات استحقاق عشر سنوات تقترب من 5% وبعد تطبيق البرنامج انخفضت بشكل كبير حتى وصلت في عام 2013 إلى مستوى 3%.وأكد مسؤولون ببنك انجلترا أن الهدف النهائي من شراء الأصول لم يكن لدفع انخفاض العوائد ولكن لتعزيز الاقتصاد وتحسين السيولة في أسواق الائتمان.